للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨١ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: عَن ثَلَاثَة من الْحَيَوَان لم يخرجُوا من فرج أُنْثَى؟ فَأجَاب بقوله: هُوَ آدم وحواء وناقة صَالح.

١٨٢ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: عَن حَدِيث: (الْخَيْر فِي وَفِي أمتِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) من رَوَاهُ. فَأجَاب بقوله: لم يرد بِهَذَا اللَّفْظ، وَإِنَّمَا يدل على مَعْنَاهُ الْخَبَر الْمَشْهُور. (لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين على الحقّ لَا يضرّهم من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم على ذَلِك) وَفسّر ذَلِك الْأَمر برِيح لينَة يرسلها الله لقبض أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ ثمَّ لَا يبْقى على وَجه الأَرْض إِلَّا شرار أَهلهَا فتقوم السَّاعَة عَلَيْهَا. كَمَا فِي حَدِيث: (لَا تقوم السَّاعَة وعَلى وَجه الأَرْض من يَقُول الله الله) .

١٨٣ - وَسُئِلَ نفع الله بِعُلُومِهِ: هَل فِي الْجنَّة من هُوَ بلحية غير آدم؟ فَأجَاب بقوله: لَيْسَ فِيهَا بلحية غَيره، وَحَدِيث (إِن هرون كَذَلِك) مَوْضُوع كَمَا قَالَه الذَّهَبِيّ. وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: بِمَا لَفظه: مَا قبل إِن فِي الْجنَّة جمالاً ترعى وتشرب من أنهارها هَل جَاءَ فِيهِ شَيْء لَهُ أصل؟ فَأجَاب بقوله: قَالَ الْحَافِظ السُّيُوطِيّ: لم أر فِي ذَلِك شَيْئا.

١٨٤ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: أَيّمَا أفضل الْمشرق أَو الْمغرب؟ فَأجَاب: فِيهِ خلاف احْتج الْقَائِلُونَ بتفضيل الْمشرق بِوُجُوه: الأول: أَن الله تَعَالَى لم يذكرهما إِلَّا قدم الْمشرق. الثَّانِي: أَن الضَّوْء أَو مَا يطلع مِنْهُ. الثَّالِث: أَن الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة مِنْهُ. الرَّابِع: أَن فِيهِ الأَرْض الَّتِي بورك فِيهَا بِالنَّصِّ وَهِي أَرض مصر وَالشَّام وَأَرْض الجزيرة، لِأَن النَّاس اتَّفقُوا على أنَّ مِصْر حد مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب، فَمَا كَانَ من مصر إِلَى جِهَة مطلع الشَّمْس فَهُوَ مشرق فَيتَنَاوَل الْحجاز وَالشَّام واليمن وَالْعراق وَمَا بعْدهَا، والمِصْر لُغَة الحدُّ وَلذَا سميت مصر بِمصْر، وَيُزَاد عَلَيْهِ أَن فِيهِ مَكَّة والكعبة وَالْمَسْجِد الْحَرَام وَالْحرم وشعار الْحَج وَالْعمْرَة وَمَا يتَعَلَّق بهما وَالْمَدينَة النَّبَوِيَّة على مُشَرِّفها أفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام، والقبر المكرم وَالْمَسْجِد وَالْحرم وَمَا بِتِلْكَ الديار من عَظِيم تِلْكَ الْآثَار، وَهَذِه فَضَائِل ومزايا لَا يُوجد فِي الْمغرب نَظِير لوَاحِد مِنْهَا. وَاحْتج المغاربة بِأَن الله تَعَالَى بَدَأَ بِذكر الْمغرب فِي قصَّة ذِي القرنين، ويردُّه توعده فِي هَذِه الْقِصَّة لأهل الْمغرب دون أهل الْمشرق وَبِأَن حَدِيث: (لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين) فِيهِ رِوَايَة (لَا يزَال أهل الْمغرب ظَاهِرين) وردّ بِأَن الثَّابِت وهم بِالشَّام على أَن الشَّام غربي الْمَدِينَة، وَأَيْضًا أهل الْمغرب لَهُم أهل الدَّلْو الَّتِي يَسْتَقِي بهَا وَأَكْثَرهم بِالْمَدِينَةِ واليمن وَنَحْوهمَا وبظهور الْأَهِلّة مِنْهُ، وردّ بِطُلُوع الشَّمْس من الْمشرق وبأنَّ بَاب التَّوْبَة سعته أَرْبَعُونَ ذِرَاعا ثمَّ إِنَّه يغلق بالمغرب. وَيَردهُ أَن ذَلِك ذمُّ لَهُ حَيْثُ ابْتَدَأَ غلق التَّوْبَة مِنْهُ كَمَا أَن طُلُوع الشَّمْس مِنْهُ ذمُّ لَهُ أَيْضا لِأَن ظُهُور انحلال الشَّرِيعَة بأسرها مِنْهُ وَبِأَن الْمهْدي يظْهر بِهِ. ورد بِأَن الْمَشْهُور ظُهُوره بِمَكَّة الْيمن أَو الْعرَاق وَبِأَن سَائِر الْفِتَن إِنَّمَا تظهر من الْمشرق. وَيَردهُ أَن أعظم مِنْهَا كلهَا فتْنَة طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا وغلق بَاب التَّوْبَة اللَّذَان لم يبْق بعدهمَا خير قطّ، بِخِلَاف تِلْكَ الْفِتَن فَإِن معالم الْخَيْر مَوْجُودَة مَعهَا، وَبِأَن الْمَعْرُوف فِي أَكثر الرُّسُل أَنهم بعثوا بالمشرق وَلم يعرف أَن نَبيا بعث من الْمغرب، فاتضح تَفْضِيل الْمشرق وَأَنه لَا غُبَار على ذَلِك، وَالله أعلم.

١٨٥ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: أَيّمَا أفضل الْأَرْضين السَّبع؟ فَأجَاب بقوله: أَعْلَاهَا كَمَا قَالَه ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، لِأَنَّهَا مدفن الْأَنْبِيَاء ومهبط الْوَحْي ومستقر بني آدم الْأَفْضَل من غَيرهم.

١٨٦ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: أَيّمَا أفضل السَّمَاء أَو الأَرْض؟ فَأجَاب بقوله: الْأَصَح عِنْد أَئِمَّتنَا ونقلوه عَن الْأَكْثَرين السَّمَاء لِأَنَّهُ لم يعْص الله فِيهَا، ومعصية إِبْلِيس لم تكن فِيهَا، أَو وَقعت نَادرا فَلم يلْتَفت إِلَيْهَا، وَقيل الأَرْض، وَنقل عَن الْأَكْثَرين أَيْضا لِأَنَّهَا مُسْتَقر الْأَنْبِيَاء ومدفنُهم.

١٨٧ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: مَا مَحل الفردوس من الْجنَّة؟ فَأجَاب بقوله: فِي حَدِيث الشَّيْخَيْنِ: (إِذا سَأَلْتُم الله فَاسْأَلُوهُ الفردوس فَإِنَّهُ وسط الْجنَّة وَأَعْلَى الْجنَّة، وفوقه عرش الرَّحِمان، وَمِنْه تفجر أَنهَار الْجنَّة) . وَفِي رِوَايَة لِابْنِ أبي حَاتِم حَدِيث الفردوس مَقْصُورَة الرَّحِمان فِيهَا خِيَار الْأَنْهَار وَالْأَشْجَار) وَالله أعلم.

١٨٨ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ: مَا حِكْمَة طمس نور الشَّمْس وَالْقَمَر وإلقائهما فِي جَهَنَّم؟ فَأجَاب بقوله: حكمته كالكسوف والخسوف فِي الدُّنْيَا تقبيح عابديهما بِإِظْهَار عجزهما عَن الدّفع عَن أَنفسهمَا.

١٨٩ - وَسُئِلَ نفع الله بِهِ عَن السوَاد الَّذِي بالقمر؟ فَأجَاب بقوله: قيل إِن عليا كرّم الله وَجهه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ: هُوَ أثر مسح جنَاح جِبْرِيل، لِأَن الله تَعَالَى خلق نور الْقَمَر سبعين جُزْءا كنور الشَّمْس، فمسحه جِبْرِيل بجناحه فمحا مِنْهُ تِسْعَة وَسِتِّينَ جُزْءا حوّلها إِلَى الشَّمْس فَأذْهب مِنْهُ الضَّوْء وَأبقى فِيهِ النُّور، فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: {فَمَحَوْنَآءَايَةَ الَّيْلِ وَجَعَلْنَآءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الْإِسْرَاء: ١٢] الْآيَة، وَقَالَ بَعضهم: إِنَّه حُرُوف وَهِي (جميل) انْتهى. وَيُؤَيّد الأول مَا أخرجه

<<  <   >  >>