للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمربون والمعلمون حري بهم أن يترسموا خطى المعلم الأول صلى الله عليه وسلم، في التحلي بالأخلاق الفاضلة والأدب الرفيع، وهي من أنجع الوسائل في التعليم والتربية، حيث إن الطالب في الغالب يتأثر وتخلق بأخلاق معلمه ويتقبل منه أكثر من غيره، فإذا كان المعلم يتحلى بأخلاق حميدة أثر ذلك على طلابه إيجاباً، وعملت في نفوسهم ما لم تعمله عشرات النصائح والدروس، ومن هنا نفهم سر قوله صلى الله عليه وسلم «ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق» (١) وقوله: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل، وصائم النهار» (٢) . لأن حسن الخلق سجية تعمل عمل السحر في أسر القلوب، واستمالة النفوس، وإشاعة المحبة بين أفراد المجتمع. والمعلمون هم أولى الناس بذلك! .

الخلاصة:

الأخلاق صفة حميدة ينبغي للمعلم أن يتحلى بها، ويحث طلابه على التخلق بها.

الكلمة الطيبة، والبشاشة وطلاقة الوجه، من الأسباب التي تزيل الحاجز النفسي بين المعلم وتلميذه.

الحلم والأناة، وانشراح صدر المربي، في مقابل جهل الطالب.


(١) أخرجه أبو داود، وأحمد، وصححه ابن حبان، ورواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال الألباني إسناده صحيح (السلسلة الصحيحة = ٢ / ٥٦٣) .
(٢) أخرجه أبو داود، وابن حبان، والحاكم، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. قلت: أي الألباني - وهو كما قالا (السلسلة الصحيحة ٢/٤٣٧)

<<  <   >  >>