للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمزاح: بكسر الميم الانبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير له (١) يقول النووي: اعلم أن المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ويشغل عن ذكر الله والفكر في مهمات الدين، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار. فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله على الندرة، لمصلحة تطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهو سنة مستحبة، فاعلم هذا فإنه مما يعظم الاحتياج إليه اهـ (٢) .

وقال الغزالي في الإحياء: إن قدرت على ما قدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو أن تمزح ولا تقول إلا حقاً ولا تؤذي قلباً ولا تفرط فيه وتقتصر عليه أحياناً على الندور فلا حرج عليك فيه، ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليها ويفرط فيه ثم يتمسك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.. (٣)

ولقد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في مداعبته لأهله، ومزاحه مع أصحابه، وسوف نتخير منها - إن شاء الله - ما يكفي ويشفي:


(١) قطوف من الشمائل المحمدية. ص٩٣ (قال محمد جميل زينو: ذكره الزغبي محقق الشمائل المحمدية) .
(٢) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي. للمباركفوري. باب البر والصلة. رقم ٥٦.
(٣) إحياء علوم الدين (٣ / ٢٠٣)

<<  <   >  >>