للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا زاروا الولد فإنه يجدر بالأب أن يفرحَ بذلك، وأن ييسر لهم ما يستطيع، وأن يقابلهم بالبشر، ولا بأس أن يجلس معهم ولو قليلًا، ويتجاذب معهم أطراف الحديث، ويسألهم عن أحوالهم، وأحوال ذويهم؛ فهذا الصنيع يشعر الولد بقيمته، ويحفزه على طاعة والديه، والتمسك بصحبته.

أما النفور من الصحبة الصالحة للولد، والجفاء في معاملتهم فلا يليق بالأب؛ لأنه يشعرُ الولدَ بعدم قبولهم، فيسعى لمقاطعتهم، أو التخفي في علاقته بهم، أو أن يتركهم؛ فيقع فريسة لأصحاب السوء.

وإذا بُلي الولد بصحبة سيئة فعلى الوالد أن يراعيَ الحكمةَ في إنقاذه منهم، فلا يبادرَ إلى استعمال العنف منذ البداية، ولا يسارعَ إلى إهانتهم أمام ولده، أو طردهم إذا زاروه أول مرة، لأن الولد متعلق بهم، ومقتنع بصحبتهم.

<<  <   >  >>