للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن بث العلم في الناس وتثبيتهم على الخير والهدى بعد الصلاح الذاتي للعالم والفقيه لهو من أعظم أسباب الصلاح والإصلاح، ومما تحيله الطبائع أن يصلح الناس في مجموعهم والفساد فاشٍ في أفرادهم، ولكن إذا صلح فقهاؤهم وأهل الرأي فيهم ثم دعوهم إلى الخير فما أقربهم أن يتابعوهم عليه، وقد كان من كلام نبي الله شعيب عليه السلام: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: ٨٨]، وقال أبو العتاهية:

لن يصلح الناس وأنت فاسد... هيهات ما أبعد ما تكابد (١)

وقد علم أن من سُنَّة الله تعالى: (أن كل قوم بالغوا في الفساد وغيروا طريقتهم في إظهار عبودية الله تعالى فإن الله يزيل عنهم النعم) (٢)، ومن هنا يتبين لنا أن من الخلل الكبير الطمع في


(١) ديوان أبي العتاهية (٤٩٤).
(٢) مفاتيح الغيب، الرازي (١٩/ ٢٣).

<<  <   >  >>