للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقول الزركشي (ت ٧٩٤ هـ): (ظهور الحمل يعرف بقول أهل الخبرة في الآدمي وغيره) (١).

وقال الموفق بن قدامة (ت ٦٢٠ هـ): (وإن اختلفا في التعدي وعدمه فالقول قول الراعي؛ لأنه أمين. وإن فعل فعلًا اختلفا في كونه تعديًا رجع إلى أهل الخبرة) (٢).

وقال المجد بن تيمية (ت ٦٥٢ هـ): (ولا يقتص لما فيه القود منه إذا رجى عوده في مدة يقولها أهل الخبرة) (٣).

والمقصود ههنا تأكيد ما جرى ذكره مرارًا من أن طبيعة الفقه في الإسلام ممتزجة بالحياة إلى أبعد مدى، وأهل الفقه ببيانهم وعامة الناس بسؤالهم وخبرتهم الجزئية وتفقههم فيما هم بصدد ممارسته، كلهم يسهمون في جعل الحياة مصبوغة بصبغة الشريعة روحًا وأخلاقًا وهداية؛ لتكون سائر معارف الأمة ذات وحدة روحية غائية لأن (المعرفة دونما هدف أخلاقي لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الفوضى والغموض) (٤). وإذا كان العلماء في التخصصات الطبيعية والتجريبية يقولون: (إن المعرفة المعزولة التي تحصلها طائفة من المتخصصين في حقل ضيق لا قيمة لها ألبتة إلا إذا أدمجت في سائر حقول المعرفة) (٥)، فكيف إذًا حال


(١) المنثور في القواعد (٢/ ٨٤).
(٢) المغني (٨/ ١٢٤).
(٣) المحرر (٢/ ١٢٩).
(٤) الطريق إلى الإسلام، محمد أسد (٧٠).
(٥) العلم في منظوره الجديد، روبرت م. أغروس وزميله (١٠٥).

<<  <   >  >>