للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم تعد ولم تتب من المعاصي (١) وهي ترى المسلمين يذبحون ذبح النعاج بما فيهم أطفالهم!!! الأبرياء,

لم تعد (٢) وهي تسمع بآلافٍ!!!! من أخواتهن يغتصبن!!!! .

لم تعد ولم تتب وهي ترى الأعداء يتربصون بها من كل جانب!!

لم تعد ولم تتب وهي ترى العالم يعيش في قمم من الضياع والتعاسة والكفر

والضلال, وهي المسؤولة عن تبليغه طريق النجاة ... أولاً:بتمثلها هي نفسها الإسلام

حقيقة وصدقاً (فهو الأهم لنشر الدين) , وثانياً: بتبليغها الإسلام بكل عزم وهمة.

إن أمتنا التي لم تفق (٣) ولم تعد وهي ترى كل هذه البلايا.... تحتاج أكثر ما تحتاج إلى من يخوفها من حصول مثل ما حصل لإخوانهم عليهم.

وإذا أردنا أن نخفف بعض إحباطاتها فليُصاحب ذلك تذكيرٌ بالطريق والوسيلة التي بحصولها وبالبدء بتحقيقها نتفاءل التفاؤل الحقيقي الذي يكون تفاؤلا مفيداًً لا أماني قد تضر أكثر مما تفيد ((. (٤)


(١) أمثلة المعاصي والانحرافات التي وقعت فيها الأمة وجاهرت الجبار بها واستمرأتها (وكأنها حلال) وأصرت عليها وانتشرت فيها كثيرة وفي جوانب متنوعة عديدة,....ولكن لا أجد مثلاً أوضح على ذلك -كما يبدو لي- مثل قضية إصرار الأمة -سواءً المنفذين أو المشاهدين- على قبول واستمراء المنكرات التي تأتي بها القنوات ووسائل الإعلام وتساهلها بعرضها ورؤيتها (خاصةً مع معرفة الكثير بحرمتها) وإن كان ذلك مجرد النظر إلى المرأة المتبرجة مذيعةً كانت أو غير ذلك (وهذا من باب ضرب المثل بالأقل وإلا فإن هذه الوسائل يعرض فيها أكثر من ذلك بكثير, ويعرض في كثير منها ما يشيب له الرأس مما يفسد المجتمع دينياً وأخلاقياً) . وعلينا أن لا نستهين بهذا الجانب فخطر وأثر الانحراف في هذه الوسائل عظيم الأثر على فكر وقيم وسلوك وتوجهات واهتمامات وتربية أي مجتمع حتى لو غض الطرف عن جانب المعاصي المباشرة المتحققة بالنظر لها. وهي -بتعويدها الأمة على استسهال المعصية- تهيؤها للتمادي في معاصٍ أخرى في شتى المجالات.
(٢) لا يخلو المسلم من الذنوب فهذا من طبيعة النفس البشرية, ولكن الخطورة على الفرد والأمة تكمن في الإصرار عليها والمجاهرة بها,.. وخطر الذنوب وأثرها على الفرد والمجتمعات والأمة بشكل عام فصله علماء ودعاة الأمة في السابق والحاضر. ومن أفضل الكتب الحديثة - حسب إطلاعي- التي كتبت عن الذنوب وأثرها كتاب «المعاصي وأثرها على الفرد والمجتمع» للشيخ حامد المصلح
(٣) لا تعني هذه العبارات فقدان الأمل في الأمة, بل إن الأمل في الخير الكامن فيها هو ما يدفع لكتابة مثل هذه الكلمات, ولا يُنكر أن الأحداث غيرت العديد من المسلمين,.. ولكن بشكل عام فإن الغفلة لا زالت مستمرة والاستيقاظ المأمول لم يحصل حتى الآن
(٤) جزء من مقال يتحدث عن هذا الجانب من موقع «مأساتنا والحل: عودة ودعوة» , وهو موقع يركز على التذكير بواجب العودة وإصلاح المسار www.awda-dawa.com

<<  <   >  >>