ثانياً: ما نتمناه في خطابنا الدعوي عن المآسي:
١- نتمنى من الخطاب الدعوي والإصلاحي عن مآسي أمتنا وتخبطاتها أن يكون مركزا على الحل الأساس الأهم حسبما عرفنا من السنن الربانية التي عرَّفنا بها قرآننا العظيم, ونبينا صلى الله عليه وسلم, وعلماء الأمة وسلفها الصالح, ألا وهو رجوع الأمة إلى دينها, وتطبيقه الكامل, وابتعادها عن المعاصي والذنوب التي هي أساس المصائب والفتن والنكبات والشرور.
وأن يركز على علاج مرض أمتنا أكثر من التركيز على علاج أعراضه, (١)
وأن يكون مستمرا لا منقطعا, حتى لا يكون فقط ردة فعل تأخذ وقتها ثم تبرد وتنتهي.
(١) أيضاً لوحظ التركيز على الأعراض أكثر من المرض نفسه في كلمات بعض المصلحين بعد ما أصاب الأمة من أخطاء أو انحرافات, أو أزمات حادة أو مصائب أو نكبات, أو فتن أو تخبطات معينه, فكنا نجد التركيز على الفتاوى والأحكام والتوجيهات والنظرات الخاصة بذلك الحدث مع ضعف الاستفادة من الحدث لتذكير الأمة بوضوح وتركيز بدائها الأساس الذي تسبب في هذا الواقع وانحرافاته, فبذلك النهج نكون قد توجهنا لعلاج العرض ونسينا الأصل المتسبب في ظهوره. ولا شك أننا نحتاج بشدة إلى الفتاوى والتوجيهات التي تبين لنا الحكم الشرعي والنظرة الصحيحة في حدث مؤلم أو انحراف معين, وينبغي علينا توضيحها للأمة، ولكن الأهم هو علاج المرض الضخم الكبير الأساس الذي نتجت عنه تخبطات الأمة وانحرافاتها , وتفرقها واختلافها , وتشتت آرائها وتوجهاتها , وقلة البركة في رزقها , وضعفها وذلها, وتسلط الطغاة عليها, وتمكن الأعداء منها, ووضعها المأساوي الذي تعيشه,....ألا وهو عدم استقامتها على الإسلام كاملا, وبعدها عن صدق التمسك بالدين, واستمراؤها الذنوب والمعاصي وإصرارها عليها, وعدم عيشها للدين حقيقةً لا خيالاً. قال تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (الشورى ٣٠) .