(٢) وقد نبه الإمام ابن تيمية على هذا الاختلاف الذي نجده بين أقوال السلف في بعض الموضوعات وأن الاختلاف ينقسم إلى نوعين، تنوع وتضاد، وأن اختلافهم في ذلك هو من القسم الأول، يقول: " ... وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وذلك صنفان: أحدهما: أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى - إلى أن قال -: الصنف الثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه" "مقدمة في أصول التفسير" ص ٨: ١١ ط السلفية.
ثم ذكر أمثلة كثيرة على هذا الاختلاف المتنوع، والكلام هنا على هذا القسم، ويراجع أيضاً "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية صـ٣٧ وبعدها في نفس المعنى.