تدور مفاهيم الأرجاء – قديماً وحديثاً – حول ثلاث نقاط رئيسية ليس لهم عليها دليل، وإنما هو التناقض في فهم الكتاب والسُّنَّة، وانحراف مناهج الاستدلال (١) كما ذكرنا من قبل.
وسنورد إن شاء الله تعالى هذه النقاط، ثم نعقبها بالرد ما تيسر لنا ذلك.
النقطة الأولى:
وهي تدور حول مفهوم الإيمان، فقد انقسموا إلى ثلاثة أقوال على الجملة:
أن الإيمان مجرد ما في القلب – أي قول القلب – ثم منهم من يدخل فيه أعمال القلب ومنهم من لا يدخلها.
(١) وأما عن مناهج استدلالهم فسيأتي بيانها في مبحثنا التالي إن شاء الله تعالى عن "أصول الفكر والنظر عند أهل السنة والجماعة" وسنعرض فيه بإذن الله تعالى إلى مآخذ كل من المرجئة والخوارج في طرق استدلالهم، وحجياتهم التي يقيمون عليها مذاهبهم في فهم نصوص الكتاب والسنة، ومنها ما أخذه المرجئة من أنه ليس للعموم صيغ بالمرة تدل على الاستغراق، وأن هذه الصيغ – مثل الجمع المعرف بأل، ومن في معرض الشرط والفكرة في سياق النفي، ولفظ كل وجميع وأمثال ذلك من صيغ العموم – لا تدل على الاستغراق لغة وشرعاً، وما اتبع ذلك من استدلال على مذهبهم المنقوض.. إلى غير ذلك من طرق استدلالهم سواء في اللغة ودلالاتها أو في القواعد الأصولية اللغوية أو الشرعية أو في اعتبار الدليل الشرعي والدليل العقلي وعلاقة كل منهما بالآخر.