للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن أرجاء السماء احمرت وإن الشمس كانت تطلع وشعاعها كأنه الدم وصارت السماء كأنها علقه والكواكب ضرب بعضها بعضاً وأمطرت السماء دماً أحمر وأن الحمرة لم تكن في السماء قبل يومئذ إلى أن قال: ابن كثير وللشيعة (١) والرافضة في صفة مصرع الحسين كذب كثير وأخبار باطلة، وقد أسرف الرافضة في دولة بني بويه في حدود أربعمائة وما حولها فكانت الدبادب تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء، وبذر الرماد والتبن في الطرقات والأسواق، وتغلق المسوح على الدكاكين، ويظهر الناس الحزن والبكاء، وكثير منهم لا يشرب الماء ليلتئذ موافقة للحسين لأنه قتل عطشان ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن ويلطمن وجوههن وصدورهن حافيات في الأسواق إلى غير ذلك من البدع الشنيعة والأهواء الفظيعة والهتائك المخترعة وإنما يريدون بهذا وأشباهه أن يشنعوا على دولة بني أمية لأنه قتل الحسين في دولتهم وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا في يوم عاشوراء يطبخون الحبوب (٢) ويغتسلون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابهم، ويتخذون ذلك اليوم عيداً ويصنعون فيه أنواعاً من الأطعمة، ويظهرون فيه الفرح والسرور ويريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم إلى أن قال ابن كثير رحمه الله: فكل مسلم له أن يحزنه قتله - رضي الله عنه - , فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي هي


(١) - لمعرفة الفرق بين الشيعة والرافضة ارجع إلى هامش ص٣١ من هذا البحث.
(٢) - قلت يوم عاشوراء هذا هو اليوم الذي نجى فيه موسى من فرعون ومن السنة أن ُيصام هذا اليوم واليوم الذي قبلهُ مخالفةً لليهود كما نصت على ذلك السنة المطهرة، وأما ما يفعله كثير من الناس في هذه البلاد من طبخ الفول وتوزيعه واتخاذ هذا اليوم عيد هذا عمل ليس عليه دليل وفي ظني والله أعلم إنه عمل محدث سرى إلينا من أفعال النواصب الذين ذكرهم ابن كثير هنا

<<  <   >  >>