للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الشيخ محب الدين عندما علق على رد ابن العربي أثناء ردهِ على هذه التهمة فقال: (العناية التي بذلها عظيما الإسلام أبو بكر وعمر , وأتمها أخوهما وصنوهما ذو النورين عثمان في جمع القرآن وتثبيته ورسمه، وكان لهم بها أعظم المنة على المسلمين , وبها حقق الله وعده، في قوله سبحانه" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وقد تولى الخلافة بعد هؤلاء الشيوخ الثلاثة أمير المؤمنين علي فأمضى عملهم وأقر مصحف عثمان برسمه وتلاوته في جميع أمصار ولايته , وبذلك انعقد إجماع المسلمين في الصدر الأول على أن ما قام به أبو بكر وعمر وعثمان هو أعظم حسناتهم. بل نقل بعض علماء الشيعة هذا الإجماع على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وجاء في كتاب تاريخ القرآن لأبي عبد الله الزنجاني (ص ٤٦) من شيعة عصرنا أن علي بن موسى المعروف بابن الطاووس (٥٨٩- ٦٦٤) وهو من علمائهم نقل في كتابه (سعد السعود) عن الشهرستاني في مقدمة تفسيره عن سويد بن غفلة قال سمعت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -يقول: "أيها الناس الله الله إياكم والغلو في أمر عثمان وقولكم حرّا ق المصاحف فو الله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -, جمعنا وقال: ما تقولون في هذه القراءة التي أختلف الناس فيها. يلقى الرجل يقول قراءتي خير من قراءتك: وهذا يجر إلى الكفر؟ فقلنا ما الرأي؟ قال: أريد أن أجمع الناس على مصحف واحد , فإنكم إن أخلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافاً فقلنا نعمّا رأيت "، ومما لا ريب فيه أن البغاة أنفسهم كانوا في خلافة علي - رضي الله عنه - يقرأون في مصاحف عثمان التي أجمع عليها الصحابة وعلي فيهم) (١) .

الرد على التهمة الرابعة: -


(١) - (٢ حاشية محب الدين الخطيب على العواصم من القوا صم ص ٦٩ بتصرف

<<  <   >  >>