للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وذهب ابن سبأ إلى مصر، فأوحى إلى طائفة من الناس كلاماً اخترعه من عند نفسه مضمونه أنه يقول للرجل: أليس قد ثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى الدنيا؟ فيقول الرجل: نعم فيقول له: فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل منه فما تنكر أن يعود إلى هذه الدنيا، وهو أشرف من عيسى ابن مريم عليه السلام؟ ثم يقول: وقد كان أوصى إلى علي بن أبي طالب، فمحمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء، ثم يقول: فهو أحق بالإمرة من عثمان، وعثمان معتدٍ في ولايته ما ليس له، فأنكروا عليه وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فافتتن به بشر كثير من أهل مصر، وكتبوا إلى جماعات من عوام أهل الكوفة والبصرة، فتمالأوا على ذلك، وتكاتبوا فيه، وتواعدوا أن يجتمعوا في الإنكار على عثمان،) (١) (واستطاع ابن سبأ أن يجمع من مصر ما بين ستمائة إلى الألف من الرجال، ثم اتجه عبد الله بن سبأ إلى الكوفة فوجد فيها أرضاً خصبة للفتن فاستطاع أن يجمع حوله جماعة، ثم انتقل إلى البصرة فجمع فيها جماعة أخرى، وكان عددهم على أقل تقدير عند المؤرخين ستمائة رجل، واستخدم ابن سبأ كذلك الأعراب، فذهب إليهم وبدأ يثير عندهم الأكاذيب حول عثمان ويستدل على قوله بكتب مزيفة كتبها هو وأعوانه على ألسنة طلحة والزبير وعائشة فيها التذمر على سياسة عثمان في الحكم، فصار الأعراب وهم الذين لا يفقهون من دين الله الشيء الكثير يتأثرون بهذه الأكاذيب ويصدقونها فملئت قلوبهم على عثمان - رضي الله عنه - بعد ذلك اتجه ابن سبأ إلى هدفه المرسوم، وهو خروج الناس على الخليفة عثمان - رضي الله عنه -) (٢) " فصادف ذلك هوى في نفوس بعض القوم فقال لهم: إن عثمان أخذ الأمر بغير حق وهذا وصي الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه،

و


(١) – البداية والنهاية ٧/١٦٤-١٦٥ بتصرف يسير
(٢) – استشهاد عثمان ووقعة الجمل لخالد الغيث ٧٢-٨٧. بتصرف

<<  <   >  >>