يقول القاضي بن العربي رحمه الله:هذا كله باطل سنداً ومتناً لو أنه فتق أمعاءه ما عاش أبداً. وقد علق على ذلك محب الدين الخطيب في الحاشية فقال:"وقد روى الطبري (٥ / ٩٩) عن سعيد بن المسيب أنه كان بين عمار وعباس بن عتبة بن أبي لهب خلاف حمل عثمان على أن يؤدبهما عليه بالضرب. قلت هذا مما يفعله ولي أمر في مثل هذه الأحوال قبل عثمان وبعده، كما فعل عمر مثل ذلك بأمثال عمار ومن هم خير من عمار بما له من حق الولاية على المسلمين، ولما نظم السبئيون حركة الإشاعات، وصاروا يرسلون الكتب من كل مصر إلى الأمصار الأخرى بالأخبار الكاذبة فأشار الصحابة على عثمان بأن يبعث رجالاً ممن يثق بهم إلى الأمصار حتى يرجعوا إليه بحقيقة الحال تناسى عثمان ما كان من عمار فأرسله إلى مصر ليكون موضع ثقته في كشف حالها. فأبطأ عمار في مصر والتف به السبئيون ليستميلوه إليهم، فتدارك عثمان وعامله على مصر هذا الأمر وجئ بعمار إلى المدينة مكرماً وعاتبه لما قدم عليه فقال له (يا أبا اليقضان قذفت ابن أبي لهب أن قذفك وغضبت علي أن أخذت لك بحقك وله بحقه اللهم قد وهبت ما بيني وبين أمتي من مظلمة اللهم إني متقرب إليك بإقامة حدودك في كل أحد ولا أبالي، اخرج عني يا عمار.وقال شيخ الإسلام ابن تيميه في منهاج السنة (٣/١٩٢-١٩٣) عثمان أفضل من كل من تكلم فيه، هو أفضل من ابن مسعود وعمار وأبي ذر ومن غيرهم من وجوه كثيرة كما ثبت ذلك بالدلائل فليس جعل كلام المفضول قادحاً في الفاضل بأولى من العكس، وكذلك ما نقل من ُتكلم عمار في عثمان وقول الحسن فيه (أي في عمار) نقل أن عمار قال: لقد كفر عثمان كفرة صلعاء. فأنكر الحسن بن علي ذلك عليه وكذلك علي وقال له: يا عمار، أتكفر برب آمن به عثمان؟ قال ابن تيميه: وقد تبين من ذلك أن الرجل المؤمن الذي هو ولي لله قد يعتقد كفر الرجل المؤمن الذي هو ولي لله،ويكون مخطئ في هذا الاعتقاد ولا يقدح هذا في إيمان