ولما أقبل أهل النهروان جعل الناس يقولون: الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي قطع دابرهم فقال علي: كلا والله إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء، وقال الهيثم بن عدي عن علقمة بن عامر قال: سئل علي عن أهل النهروان أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا قيل أفمنافقون؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً فقيل: فما هم يا أمير المؤمنين؟ قال إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا فهذا ما أورده ابن جرير الطبري وغيره في هذا المقام) (١) .
بعض الأحاديث النبوية الواردة في الخوارج
الأحاديث الواردة في صفات الخوارج وذمهم كثيرة جداً كما ذكرها ابن كثير في تاريخه ونظراً لأن المجال لا يتسع لذكرها اقتصر على ذكر ثلاثة أحاديث منها وهي: (١ - قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش وعبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش بن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلئن أخرّ من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يقول:"يخرج قوم من أمتي في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم " قال عبد الرحمن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قاتلهم عند الله يوم القيامة " وأخرجاه في الصحيحين من طرق عن الأعمش.