للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعقب هذا الحديث مباشرة أورد مسلم ـ رحمه الله ـ الحديث الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معاوية: " لا أشبع الله بطنه ". وهذا من حسن صنيع مسلم ـ رحمه الله ـ وجودة ترتيبه لصحيحه، وهو من دقيق فهمه، وحسن استنباطه رحمه الله) (١) يقول ابن كثير في تاريخه: قلت: (قد قال البخاري في كتاب المناقب: ذكر معاوية بن أبي سفيان ثم ذكر سنداً عن ابن أبي مليكه قال: أوترَ معاوية بعد العشاء بركعة وعندهُ مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: أوتر معاوية بركعة بعد العشاء فقال: دعه فإنه قد صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. حدثنا بن أبي مريم حدثنا نافع بن عمر ابن أبي مليكة قال: قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؟ ما أوتر إلا بواحدة! قال: أصاب. إنه فقيه) (٢) .

(روى أبو بكر بن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في المنام وأبو بكر وعمر جالسان عنده فسلمت عليه وجلست فبينما أنا جالس إذ أتى بعلي ومعاوية فأدخلا بيتاً وأُجيف الباب وأنا أنظر فما كان بأسرع من أن خرج علي وهو يقول: قُضِي لي ورب الكعبة , ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية وهو يقول: غُفِر لي ورب الكعبة.


(١) ٤) - من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية للشيخ العباد: ص١٩، قلت: لقد علق الشيخ الألباني على هذا الحديث تعليقًا جميلا وطويلا ومن أرادهُ فليرجع إلى السلسلة الصحيحة ج١ ص١٦٤ حديث رقم ٨٢، وكذلك أنظر مشكاة المصابيح الحديث رقم ٢٦٦٩

(٢) - رواه البخاري ٣٧٦٤ - ٣٧٦٥ البداية والنهاية ٨-٤٩٦

<<  <   >  >>