الشعوب من أن تشعر بكرامتها، أو تثأر لظلامتها، ولقد تم كل هذا بفضل حماية الله لرسوله، حتى أدى الأمانة كاملة غير منقوصة.
لا جرم أن فضل الله كان على رسوله عظيماً ?وكان فضل الله عليك عظيماً? [النساء:١١٣]. وأن فضل رسوله على البشرية كان عظيماً، ?وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين? [الأنبياء: ١٠٧].
ولا جرم في أن نجاة دعاة الحق من كيد أعدائه ومن تربصهم بهم، هو استمرار لذلك الفضل العظيم الذي ابتدأ بحماية رسوله.
وأن على الدعاة أن يلجؤوا دائماً - بعد الاحتراس والحذر - إلى كنف الله، ويحتموا بعزته وسلطانه، ويثقوا بأن الله معهم نصير، ولهم حفيظ، وأن من أراد الله له النجاة من كيد أعداء الهداية سينجو مهما يكن سلطانهم شديد الوطأة، عظيم الكيد والتآمر والإجرام، فالحماية حماية الله، والنصر نصره، والخذلان خذلانه، والنافذ قضاؤه وأمره، ?إن ينصركم الله فلا غالب لكم? [آل عمران: ١٦٠] ومهما يعظم كيد الانسان الظالم، فان نصر الله العادل أعز وأعظم، فلا يجبن داعية ولا يخف مصلح، ولا يتأخر عن تأدية الحق مؤمن بالله، واثق بعونه وتأييده ?وكان حقاً علينا نصر المؤمنين? [الروم: ٤٧] ?إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز? [المجادلة: ٢٠ - ٢١] ولا ينافي هذا نجاح أعداء الله في الوصول إلى بعض أئمة الهدى من دعاة الاصلاح، وتمكنهم من القضاء عليهم، أو ايقاع الأذى بهم، فان الموت حق، وهو نصيب ابن آدم لا محالة، فمن يكتب عليه الموت بأيدي الظالمين، فانما هي كرامة