عليها منشورةً، أو مُنتَشَلةً مِن مَخْبَئها! ولعل السبب هو صِغَرُ حجمها بين المؤلفات الأكبر منها، وكم يُخفي الصغيرَ صورةُ الكبير، لكن، "كم في الزوايا مِن خبايا"!
وهي مخطوطةٌ محفوظةٌ بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، في مكتبة عارف حكمت، في مجموع برقم ٦٦/ ٨٠.
ومؤلف الرسالة، أو قُلْ: مُبْتَكِرُها، هو: الشيخ محمد بن حسَن بن هِمّات الدمشقي، رحمه الله تعالى، المتوفى سنة ١١٧٥ هـ. ومِن جميل الموافقة أنّ مؤلفها له عنايةٌ خاصةٌ بنزهة النظر، وله عليها أَكثرُ مِن كتابٍ أو رسالة.
وهي رسالةٌ صوّرتُها ونسخْتُها أيام الشباب بزعمِ تحقيقها، منذ عشرات السنين، لكنها بقيتْ عندي في الحبْس، ولعلّني تأثّمتُ الآن؛ فقلتُ: أُخرِجُها مِن محبسِها؛ لعل الله تعالى يُكْرم مؤلِّفَها بتجدّدِ ثوابها، ويُكْرمني معه، وينفع بها عباده. فأعدتُ قراءتها وإعدادها للنشر، ولله الحمد والشكر.
[ترجمة المؤلف]
لن أطيل في تفاصيل ترجمته وفي الإحالات على الحواشي؛ مراعاةً للغرض مِن تأليف الرسالة: الابتكار والاختصار في حصْر أشكال الحديث الضعيف، فأقول:
هو شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن حسن همّات زاده الحنفي التركماني الأصل، الدمشقي، القسطنطيني، مشتغلٌ بعلومِ الحديث والأصولِ وغيرها.
ولد عام ١٠٩١ هـ في دمشق، ورحل إلى مكة، ثم سافر إلى القسطنطينية، وتوفي بمصر عام ١١٧٥ هـ.
ومِن جميل الموافقات أنّه له نوعُ اختصاصٍ بنزهة النظر والنخبة؛ له عدة مؤلفاتٍ حولها.