للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما ذكره المصنف في المتن وهو مذهبان:

أحدهما: أنها معربة بالحروف، وقد سبق، ونصره في الشرح بأن الإعراب أنما جيء به لبيان مقتضى العامل، فلا فائدة في جعل مقدر متنازع فيه دليلا وإلغاء ظاهر واف بالدلالة المطلوبة.

الثاني: أنها معربة بحركات مقدرة على حرف العلة وأتبع ما قبل الآخر [الآخر]، فإذا قلت: قام أبوك، فالأصل: قام أبوك بضم الباء إتباع لضمة الواو، ثم استثقلت الضمة على الواو فحذفت.

وإذا قلت: رأيت أباك فاصله [رأيت] أبوك بفتح الباء اتباعا لحركة الواو ثم قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.

فإن قلت: حركة الباء عارضة فلا تنتهض موجبة لقلب الواو المتحركة ألفا.

قلت: حركة الباء في الأصل غير عارضة لبناء الكلمة عليها، غير أنهم قدروا حذفها والإتيان بحركة الإتباع ليجزي الباب [في الكل] على سنن واحد، فعوملت هذه الحركة مع عروضها معاملة الأصلية في إيجابها لقلب حرف العلة المتحرك بعدها، فلحظت فيها جهة العروض من حيث الإتباع، وجهة الأصالة من حيث نيابتها، عن الحركة الأصلية. وإذا قلت: مررت بأبيك، فالأصل بأبوك بكسر الباء وإتباعا لكسرة الواو، ثم استثقلت كسرة الواو

<<  <  ج: ص:  >  >>