الذين, وإن كان الجمع من خصائص الأسماء المتمكنة, لأن الذين مخصوص بأولى العلم, والذي عام, فلم يجر على سنن الجموع لفظًا ومعنى.
قلت: هذا معارض لمنع المصنف (كون العالمين) جمعًا لعالم فتأمل. «ويغني عنه» أي عن الذين. «الذي في غير تخصيص كثيرًا» يعني أنه إذا كان المراد الجنس لا أفراد منه على الخصوص, فيأتي الذي بصيغة الإفراد كثيرًا موصوفًا به مقدر مفرد اللفظ مجموع المعنى, كقوله تعالى:{والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون} أي والجمع أي الفريق الذي جاء بالصدق, فله جهتان بحسب اللفظ والمعنى, فروعي اللفظ فوصف بالمفرد, وروعي المعنى فعاد عليه ضمير الجماعة.
وكذا قوله:{كمثل الذي استوقد نارًا} فحمل على اللفظ, أي الجمع ثم قال (بنورهم) فحمل على المعنى, ولو كان في الآية مخففًا من الذين بحذف النون لم يجز إفراد العائد عليه. «و» يغني الذي عن الذين «فيه» أي في التخصيص «للضرورة» كقوله: