واستشهد عليها بقول عائشة - رضي الله عنها - في حديث الإفك:(أقول ماذا؟ ) وقول بعض الصحابة: فكان ماذا؟ فراجعه من هناك, لكن هذا على تقدير تسليمه لا يصلح في البيت؛ لأن المعنى ليس عليه. «ولا مشار به» بالجر عطفًا على (ملغى) من قوله: غير ملغى. و (لا) لتوكيد النفي, يعني أنه يشترط في كون ذا موصولًا عدم الإلغاء, وأن لا يكون مشارًا به إلى شيء. «بعد استفهام بما» ولا خلاف فيه. «أو من» وفيه خلاف فمنع بعض النحويين كون (ذا) موصولة بعد (من) الاستفهامية, قال: لأن الأصل في (ذا) أن يكون اسم إشارة, لكن لما دخلت عليها (ما) الاستفهامية - وهي في غاية الإبهام - جردتها عن معنى الإشارة وجذبتها إلى الإبهام, فجعلت موصولة, ولا كذلك (من) لتخصصها بمن يعقل, فليس فيها الإبهام الذي في (ما) وفيه نظر.
وأجاز ذلك جماعة استدلالًا بقول الشاعر:
وغريبة تأتي الملوك كريمة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها؟