وإنما أعربها هؤلاء تشبيهًا بـ (ذي) بمعنى صاحب بل حكى بعضهم أن هذه منقولة منها؛ لاشتراكهما في التوصل إلى الوصف بهما. «و» بمعنى الذي وفروعه أيضًا «أي» خلافًا لثعلب فإنه زعم أن أيًا لا تكون موصولة أصلًا, وقال: لم يسمع أيهم هو فاضل جاءني, على معنى: الذي هو فاضل جاءني. فإن قصد الاحتجاج بذلك على دعوه لم ينتهض, لأن امتناع موصوليتها هنا قد يكون لمانع, وفي كلام ابن الصائغ ما يشير إليه, فقد قال في حواشيه:
لا تستعمل (أي) الموصولة إلا حيث الإبهام, فلا يجوز أيهم قام جاءني, لوقوعها هنا على شخص معين معلوم, [وعلى هذا فيمتنع أيهم قام عمرو؛ لأنها هنا لمعين معلوم] إلا على حكاية أبي الحسن فإنه حكى أن الماضي يعمل فيها قليلًا.
فإن قلت: هلا أجزت أيهم قام عمرو, على معنى أيهم ثبت أنه قام فهو عمر, فهو - حينئذ - مبهم عند المتكلم؟
قلت: لو صح ذلك لصح جاءني أيهم قام, على معنى: أيهم ثبت أنه قام فهو الذي جاءني, وهم قد منعوه. انتهى كلامه.
«مضافة» بالنصب على الحال - كما مر في (مبنية)«إلى معرفة لفظًا أو نية».