إليه معرفة إصلاح اللفظ كي لا يضاف ما أريد به التعريف - وهو أي - إلى ما هو نكرة, فيحصل تدافع في الظاهر. «ولا يلزم استقبال عامله» فيجوز قام أيهم أكرمته. «ولا تقديمه» فيجوز أيهم قام ضربت.
«خلافًا للكوفيين» في المسألتين, وقد نوزع الكسائي في حلقة يونس في المسألة الأولى, فلم يكن له مستند إلا أن قال:[أي] كذا خلقت. يعني كذا وضعها الواضع, فقال له السائل: استحيت لك يا شيخ. يعني أن هذا أيضًا متنازع فيه. وقد علل له ابن الباذش بأن قال:
أي موضوعة على الإبهام, والإبهام لا يتحقق إلا في المستقبل الذي لا يدرى مقطعه ولا مبدؤه بخلاف الماضي والحال فإنهما محصوران, فلما كان الإبهام في المستقبل أكثر منه في غيره استعملت معه أي الموضوعة على الإبهام.
قال الرضي: وليس بشيء لاختلاف الإبهامين ولا تعلق لأحدهما بالآخر. وحاول الشيخ جمال الدين بن هشام توجيه قول الكوفيين في الأمرين فقال:
كأنهم قصدوا الفرق بينها وبين الشرطية والاستفهامية بإعمال ما قبلها فيها, ولما كان المعنى فيها على [معنى] الشرطية, وليست بها أوجبوا في عاملها - لكونها دليلًا على الجواب - أن يكون مستقبلًا. «وقد يؤنث» أي «بالتاء موافقًا للتي» كقوله:
إذا اشتبه الرشد في الحادثا ... ت فارض بأيتها قد قدر
وحكى ابن كيسان أن أهل هذه اللغة يثنون أيًا ويجمعونها, فيقولون: