وهذا في القرب, أعني أولاء المجرد «وقد ينون» كما حكاه قطرب فيما ذكره المصنف, وخالفه قائلًا: الصواب أنه زاد نونًا, كما زيدت النون في صيفن, إلا أن ذاك اسم معرب, فصارت النون حرف إعراب, وهذا الاسم مبني, فسكنت نونه, وإلا فليس هذا شيئًا من أقسام التنوين. وفيه نظر:
أما أولًا - فلأن قطربًا إذا نقل أن هذا تنوين, فمعناه أن قائله يثبته وصلًا, ويحذفه وقفًا, فلا يتأتى تأويله بما ذكر.
وأما ثانيًا - فلأن الرضي ادعى أن التنوين فيه للتنكير, فيكون من أقسام التنوين المعروفة, [وقد] قال: والتنوين فيه للتنكير, كما في صهٍ, وإن كان أولاء معرفة, فيكون فائدتها البعد حتى يصير المشار إليهم كالمنكورين.
قلت: وفيه بحث لا يخفى.
«ثم أولئك» بالمد مع وجود الكاف في التوسط «وقد يقصران» أي أولاء المستعمل للقريب وأولاء المستعمل للمتوسط.
وفي قوله:(يقصران) مسامحة بالنسبة إلى الاصطلاح؛ إذ المقصود عندهم ما كان حرف إعرابه ألفا لازمة, وأولاء مبني, فالألف التي / هي آخره ليست