و (ها) وكاف الجر, أو يوضع لها ما يجري مجرى الحرف في عدم الاستقلال, كالإعراب الدال على المعاني المختلفة, وكتغيير الصيغة في الجمع والمصغر والمنسوب وفي الكلمات المشتقة [من شيء]: كضرب ويضرب وضارب ومضروب من الضرب, وكذا المعنى العارض في المضاف إنما هو بسبب حرف الجر المقدر بعده.
وفي أسماء الإشارة معنى الإشارة, ولم يوضع لهذا المعنى حرف فبنيت لتضمنها معنى الحرف الذي كان ينبغي أن يوضع.
قال المصنف: وهذا السبب يقتضي بناء كل اسم إشارة, لكن عارضه في (ذين) و (تين) شبههما بمثنيات الأسماء المتمكنة, فأعربا.
وقد عرفت أن ثم من يقول: إن (ذان) و (تان) صيغتان مرتجلتان للرفع, و (ذين) و (تين)[صيغتان مرتجلتان] للنصب والجر.
وكان الأحسن أن لو قال المصنف:(لتضمن معنى حرفها)؛ لأن المقتضى للبناء تضمن معنى الحرف, لا مطلق تضمن المعاني, لكن قد علم أن الإشارة من معاني الحروف, فكأنه قال ذلك. «أو» بني اسم الإشارة «لشبه الحرف وضعًا» , لأن منه ما وضع على حرفين كـ (ذا) و (ذي) , ثم حملت البواقي عليه؛ لأنها فروع «وافتقارًا» وذلك أن اسم الإشارة يحتاج في إبانة مسماه إلى مواجهة أو ما يقوم مقامها, فهو إذن كالحرف في افتقاره إلى غيره.