قال المصنف: وهذان الفعلان (ونى) و (رام) غريبان لا يكاد يعرفهما من النحاة إلا من عني باستقراء الغريب، ومن شواهد استعمالهما قول الشاعر:
لا يني الخب شيمة الخب ما *** دام فلا تحسبنه ذا ارعواء
الخب الأول: - بكسر الخاء المعجمة -[الخداع] والخبث، والثاني: - بالفتح -[صفة] لمن قام به ذلك، يقال: رجل خب، أي: ذو خبث وخداع وقول الشاعر:
إذا رمت ممن لا يريم متيمًا *** سلوًا فقد أبعدت في رومك المرمى
وقدح أبو حيان في الاستدلال بالبيت الأول باحتمال كون (شيمة الخب) منصوبًا على إسقاط الخافض، والأصل: عن شيمة الحب، وفي الاستدلال بـ ـ ـ[البيت] الثاني باحتمال نصب (متيمًا) على الحال.
واعلم أن ثلاثة من هذه الأفعال يحتاج إلى البحث في وزنها، وهي (كان) و (لي) و (زال):
فأما (كان) فـ ـ ـ (فعل) بالفتح، وعن الكسائي:(فعل) بالضم، ولنا أنها مشبهة بالفعل المتعدي، وأن وصفها على (فاعل) لا (فعيل).