والظاهر أن هذه المذاهب الأربعة في (ما)، وأنت خبير بأن عبارة المصنف تعطي مخالفة الزمخشري قطعًا، ولا يفهم [منها] وراء ذلك اختيار قول معين من الأقوال الثلاثة الأخر، فتأمله.
«وتزاد الباء كثيرًا في الخبر المنفي بـ (ليس)» نحو: {أليس الله بكافٍ عبده}. «و (ما) أختها»، وهي الحجازية، نحو:{وما ربك بظلم للعبيد}، {وما الله بغافل عما تعملون}.
فإن قلت: لم جعلت (ما) في الآيتين حجازية لا تميمية؟
قلت: لأن الخبر لم يجيء في التنزيل مجردًا من الباء، إلا وهو منصوب، نحو:{ما هن أمهاتهم}، {ما هذا بشرًا}، فيحمل المشكوك على المتيقن.
وتخصيص المصنف (ما) أخت (ليس) بالذكر دون (لا ٩ أختها فيه إشارة إلى ان الباء لا تزاد في خبر (لا) المذكورة.
وقد نص ابن السراج على جواز زيادة الباء فيه، وأنشد قول سواد بن قارب.
وكن لي شفيعًا يوم لا ذو شفاعة *** بمغن فتيلًا عن سواد بن قارب.