وناهيك به إمامًا ثقة لا ينازع في عدالته وسعة اطلاعه، وليس الحامل على الوقوع في هذا الاعتراض وأمثاله إلا سوء الظن بالمعترض عليه، وإلا فالمصنف من الإمامة وحفظ اللغة وكثرة الإِطلاع بالمحل الذي لا يدفع عنه، والمسألة نقلية، فما باله يدفع كلامه بهذه الأقوال الواهية، نعوذ بالله من حسد يسد باب الإِنصاف.
«وقد ترد (عسى) إشفاقًا»، قال سيبويه:(عسى) طمع وإشفاق، فالطمع في المحبوب، والإِفاق في المكروه/، نحو: عسيت أن أموت، وقد اجتمعنا في قوله تعالى:{وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم}، وقد أخذ حميد هذا المعنى فقال:
قضى الله في بعض المكاره للفتى *** برشد وفي بعض الهوى ما يحاذر
فكلمة (بعض)[في الموضعين] في مقابلة (شيئًا) و (شيئًا).
«ويلازمهن» أي أفعال هذا الباب جميعًا «لفظ المضي، إلا (كاد)