«وليس المقرون بـ (أن) خبرًا عند سيبويه»، وذلك لأن (أن) وما بعدها بتأويل المصدر، فيلزم - في مثل قولك - عسى زيد أن يقوم - الإخبار بالحدث عن الجثة، وإنما المقرون بـ (أن) عند سيبويه مفعول به منصوب على إسقاط الخافض، والفعل بمعنى (قرب)، والتقدير: - في/ المثال المذكور - قرب زيد من أن يقوم، ثم حذف الجار توسيعًا، أو بجعل الفعل بمعنى (قارب)، فلا حذف، والمعنى: قارب زيد القيام.
وأما القائلون بأن (أنْ) وما بعدها خبر، فيقدرون مضافًا: إما في الاسم، أي عسى حال زيد أن يخرج، أو في الخبر، أي عسى زيد صاحب أن يخرج، وفي هذا العذر تكلف؛ إذ لم يظهر المضاف الذي قدروه يومًا من الدهر لا في الاسم ولا في الخبر.
واعتذر بعضهم بأنه من باب (زيد عدل وصوم)، وبعضهم بأن (أنْ) زائدة، وليس بشيء، لأنها قد نصبت؛ ولأنها لا تسقط إلا قليلًا.
والكوفيون يرون أن (عسى) في ذلك فعل قاصر بمعنى (قرب)، و (أن) والفعل بدل اشتمال من فاعلها.
ورد بأنه يكون - حينئذ - بدلًا لازمًا يتوقف عليه فائدة الكلام، وليس هذا شأن البدل.
قلت: ولا مانع من أن يكون البدل لازمًا؛ لكونه هو المقصود بالحكم، وكونه تابعًا