استفادة تخالف الحكمين، فما معنى الاستدراك؟ وماذا أفاد هذا الحرف؟
قلت: أفاد أن ما يأتي من الحكم مخالف لما قبله من أول الأمر، فإذا ذكر الحكم استفيدت المخالفة من جوهر اللفظ تفصيلا، وأفاد الحرف المخالفة في ابتداء الأمر إجمالا. «و (كأن) للتشبيه» سواء كان خبرها جامدا أو مشتقا، وقال الزجاج: هي للتشبيه إن كان الخبر جامدا نحو: كأن زيدا أسد، وللشك إن كان مشتقا نحو: كأنك قائم؛ لأن الخبر هو الاسم، والشيء لا يشبه بنفسه.
وتندفع هذه الشبهة بأن المعنى: كأنك شخص قائم حتى يتغاير الاسم والخبر حقيقة فيصح تشبيه أحدهما بالآخر، إلا أنه لما قام الوصف مقام الموصوف، وجعل الاسم بسبب التشبيه كأنه هو الخبر بعينه، صار الضمير في الخبر يعود إلى الاسم لا إلى الموصوف المقدر؛ فلهذا تقول: كأني أمشي، وكأنك تمشي، والأصل كأني رجل أمشي، وكأنك رجل تمشي. كذا قدره الرشي. «وللتحقيق أيضا على رأي» ذهب إليه الكوفيون والزجاجي، وأنشدوا عليه: