للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والسلوك الطيب، حتى تتم له التربية (١).

· تستطيع أن تكون معلما مع عزة نفس .. وتستطيع أن تكون مفتيا مع عزة نفس .. وتستطيع أن تكون قاضيا مع عزة نفس .. ولكن لا تستطيع أن تكون داعية إلا بإذلال نفسك .. فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوضع علي رأسه سلي الجزور في ميدان الدعوة إلي الله، ويضرب ويشتم، ويضرب أصحابه أمامه.

· لهذا في التعليم يحتاج الطالب إلي الهدايات حتى يثبت، لأن في تحصيل العلم يجلس سنوات يتعلم، فلا بد من هدايات الخضر - عليه السلام - لموسى - عليه السلام -، حيثُ أمره بالصبر .. وكذلك علي المتعلم أن لا ينظر إلي عيوب معلمه، وأن يحترمه ويجله.

· وفي الدعوة يحتاج الداعي إلي الله، إلي الهدايات حتى يثبت، حتى ولو كان


(١) وقد حدث هذا أمامي بالفعل، فكنا خارجين في سبيل الله في إحدى قري ميت غمر (أتميدة)، وبعد صلاة العصر تحركنا للزيارات، وكان دليلي الشيخ / صلاح زايد (رحمه الله)، فمررنا بأحد المزارعين، وهو يسقي ما شيته من حوض الطلمبة، وكان بينه وبين الرجل صلة قرابة، كما أخبرني، فقال له الشيخ / صلاح: أخونا محمد سيكلمك في كلام الخير والإيمان، فقام الرجل بصفعه علي وجهه صفعة كادت تطير رأسه منها، ثم قال: أنت ياولد! هتعرفني الدين يا جاهل؟، أنا عالم، يا ابن كذا وكذا وانهال عليه بالشتائم، وما كان من أخي صلاح إلا أن سكت فأخذته وذهبتُ به إلي داخل حقل من الحقول وجلسنا في قناة هذا الحقل، وأخذتُ أتكلم معه لأطيب خاطره، وأقول له النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل معه كذا وكذا وألقي علي رأسه فرث الجذور، وقيل له ساحر ومجنون وكذاب وكاهن، وضرب وشتم، وأنت الآن تحصلت علي مقام من مقامات النبوة، فوجدته منشرح، وكأنه لم يُصبه أي أذي، ثم قمنا وتحركنا، ثم مررنا علي الرجل، فو الله! ما استطعت أن أُلقي عليه السلام، ولكني فُجئت بأخي صلاح يقول بأعلى صوته: السلام عليكم.
ولقد أخبرني الشيخ / رضا الطماوي أن الشيخ صلاح جاء لحضور الشورى يوما، فمال عليَّ الشيخ مسعد خليل وقال: هؤلاء أولياء الله الذين إذا حضروا لم يُعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا .. (رحمه الله رحمة واسعة).
أخي الحبيب يُعجبني قول الدكتور / محمد العريفي: ضع بصمتك .. فأين بصمتي وبصمتك أيها الحبيب في هذا الجهد الطيب المبارك.

<<  <   >  >>