للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} (١) وقال تعالي: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ} (٢) معناه أن الصلة بالله تتحقق، بالقيام والركوع والسجود، ففي الحديث- قَسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي - هذا حديث قدسي يسمي الفاتحة صلاة، فما قال: قسمت الفاتحة لكن سمّى الصلاة بها لأنها أهَمُّ أركانها - فإذا قال عبدي: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الرب: حمدني عبدي، (تَذْكُرُه فيذكرك ويجيبك، فيقول حمدني عبدي، يذكرك بهذه الصفه أي عبدٌ حامدٌ)، وإذا قال: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فأنت تتكلم وهو جل وعلا يتكلم، أنت تثني وهو يثني، وأنت تذكر وهو يذكر، فإذا قال: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال: مجّدني عبدي، وقال مرة: فوّض إليّ عبدي، فإذا قال: {إِِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، (فلك يا الله العبادة، نعطيه العبادة ويعطينا النصرة والمعونة والمعيّة، فإياك نعبد: عليَّ، وإياك نستعين: أي منه العون،، فإذا قال: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) " رواه مسلم عن أبي هريرة " (٣)


(١) سورة الحج _ الآية ٧٧.
(٢) سورة الحج _ الآية ٧٧.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة _ باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ١/ ٣٩، ٢٩٦، وأبو داود في كتاب الصلاة باب من ترك القراءة بفاتحة الكتاب في صلاته ١/ ٢١٥، والترمذي في تفسير القرآن _ باب من سورة فاتحة الكتاب ٥/ ١٨٤، والنسائي في كتاب الافتتاح، باب ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب ١/ ٦٠٥.

<<  <   >  >>