للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فكل ذرة في الكون مربوبة فلا يمكن أن تضرك إلا بأمر من الله، ولا تنفعك إلا بأمر من الله (١).

صاحب المنزل (رب البيت أو رب الأسرة) يقدم لزوجته وأولاده الطعام والكسوة، ولا يزيد علي ذلك، فإنه لا يستطيع أن يُحرك معدته ولا معدة ولده، ولا يستطيع أن يُحرك قلبه ولا قلب ولده .. ولكن الله - عز وجل - بقدرته وحده يُحرك كل جسم الإنسان.

وهذه الربوبية يتبعها {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ليبين لك أن كل شيء يُريده منك رب العزة - سبحانه وتعالى - فيه الرحمة لك أيها الإنسان الضعيف، فهو رحمان الدنيا والآخرة، ورحيمهما.

وهو رب العزة لقوله تعالي: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (٢). فالذي يُريد العزة فعليه بطاعة الله العزيز ٠٠ فالعزة مربوبة بربوبية الله - عز وجل -، وكذلك الذلة مربوبة بربوبية الله - عز وجل -.


(١) كما جاء في الحديث: عن ابن عباس، - رضي الله عنه -، قال: " كنت خلف النبي، - صلى الله عليه وسلم -، يوماً فقال: " يا غلام إني أعلمك كلمات: " احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم: أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك؛ رفعت الأقلام، وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (رياض الصالحين _ باب المراقبة)
(٢) سورة الصافات – الآية ١٨٠.

<<  <   >  >>