للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والله تبارك وتعالي، قال للنبي {: - صلى الله عليه وسلم - فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} (١) فكثير من الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا عباد أصنام، وكانوا يشربون الخمر، فلو أن أحد الناس تلطخ بهذه الأشياء ثم تاب وعاد ما نستطيع أن نقول لك: ليس عندك أهلية، بل نقول له: استلم جهد نبيك {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} يعني أمتك كلهم.

فبالدعوة نتحصل علي {خُذِ الْعَفْوَ}، وبالعفو نتقي عذاب الله، وبالغبار في سبيل الله، نتقي عذاب الله، فعن أبي عبس عبد الرحمن بن جبير، رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار " رواه البخاري (٢).

وعن أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يلج النار رجل بكي من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم " رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح (٣).

الدعوة ثم التقوي ثم الإمامة ثم الاستخلاف (الخلافة)،قال تعالى: ... {وَالّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرّيّاتِنَا قُرّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَاما} (٤) وهذا الجهد يُعلم التقوي.

الفرق بين إمام الصلاة ٠٠ وإمام التقوي (الدعوة):


(١) سورة الذاريات – الآية ١٧ ٠
(٢) مشكاة المصابيح _ كتاب الجهاد ٢/ ١١١٨.
(٣) المرجع السابق ٢/ ١١٢٥.
(٤) سورة الفرقان _ الآية ٧٤.

<<  <   >  >>