(٢) سورة آل عمران – الآية٥٢. (٣) قال ابن كثير: في قوله تعالى: {فَلَمّآ أَحَسّ عِيسَىَ مِنْهُمُ الْكُفْرَ} أي استشعر منهم التصميم على الكفر والاستمرار على الضلال، قال: {مَنْ أَنصَارِيَ إِلَى اللهِ}؟ قال مجاهد: أي من يتبعني إلى الله، وقال سفيان الثوري: أي من أنصاري مع الله، وقول مجاهد أقرب، والظاهر أنه أراد من أنصاري في الدعوة إلى الله، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في مواسم الحج قبل أن يهاجر: (من رجل يؤويني حتى أبلغ كلام ربي، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي) حتى وجد الأنصار فآووه ونصروه، وهاجر إليهم فواسوه ومنعوه من الأسود والأحمر، رضي الله عنهم وأرضاهم. وهكذا عيسى بن مريم - عليه السلام - انتدب له طائفة من بني إسرائيل فآمنوا به ووازروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، ولهذا قال الله تعالى مخبراً عنهم: {قَالَ الْحَوَارِيّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ}، الحواريون قيل: كانوا قصّارين، وقيل سموا بذلك لبياض ثيابهم، وقيل: صيادين، والصحيح أن الحواري: الناصر كما ثبت في الصحيحين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ندب الناس يوم الأحزاب فانتدب الزبير - رضي الله عنه -، ثم ندبهم فانتدب الزبير - رضي الله عنه -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لكل نبي حواريّ، وحواريَّ الزبير " (مختصر تفسير ابن كثير)