للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ كَمَن مّثَلُهُ فِي الظّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا كَذَلِكَ زُيّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١).

والعابد ما عنده التخلق لأنه أدار ظهره للخلق.

الداعي بالليل تعلق بالله .. وبالنهار تخلق (تأليف .. تعريف .. دعوة .. تكليف.

الداعي بالليل تملق، وبالنهار تخلق.

o في جهد الدعوة ممكن سفيه يتهكم عليك، فتحلم عليه، فتتعلم الصبر والعفو والإناة٠٠ أما العابد فقد أدار ظهره للخلق، فلا يحتك بالناس، فلا يتعلم الحلم ولا الصبر.

o الخطباء والوعاظ يقولون: شكر الله لحسن استماعكم٠٠ اللهم! بلغت، اللهم فاشهد٠٠ وكأن الدين لسان يتكلم وأذن تسمع.

أما الداعي يقول: {يَاقَوْمِ اتّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرّشَادِ} (٢).

{ياَقَوْمِ اتّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} (٣).

ما يقول: اسمعوني، ففي الآيتين ما يقولون اسمعوا المرسلين

o سبعين ألف عابد من بني إسرائيل ما ذكر الله قصة إيمانهم وعبادتهم، ولكن الذي قام منهم بالدعوة، ذكر الله - عز وجل - قصته في القرآن،: {وَقَالَ رَجُلٌ مّؤْمِنٌ مّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّيَ اللهُ وَقَدْ جَآءَكُمْ بِالْبَيّنَاتِ مِن رّبّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ


(١) سورة الأنعام – الآية ١٢٢.
(٢) سورة غافر _ الآية ٣٨.
(٣) سورة يسن _ الآية٢٠.

<<  <   >  >>