للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هناك شيئين: إما لا ترد وتصبر (وهذا أعلاهما منزلة) ٠٠ وإما أن ترد بالأدب٠

فرد نبي الله نوح - عليه السلام - بالأدب وقال: {يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنّي رَسُولٌ مّن رّبّ الْعَالَمِينَ} (١).

ورد نبي الله هود - عليه السلام - بالأدب وقال: {يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنّي رَسُولٌ مّن رّبّ الْعَالَمِينَ} (٢).

ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أعلي درجة ممن سبقه من الأنبياء، ما أُثر عنه أنه رد مطلقا ٠٠ فكم قيل عنه: أنه مجنون؟!! وكم قيل عنه أنه ساحر؟!! وكم قيل عنه أنه: شاعر ٠٠ وأنه كاهن!!!

فلما قالوا عنه: أنه شاعر، وأنه كاهن، فلم يرد عن نفسه، ورد الله - عز وجل - عنه فقال: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} (٣).

ولما قالوا عنه أنه: مجنون، فما رد عن نفسه ولكن الله - عز وجل - رد عنه، وقال: {نَ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون * مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ بِمَجْنُون} (٤) وقال الله - سبحانه وتعالى - {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} (٥).

وقالوا عنه: أبتر ٠٠ أي يموت أولاده صغارا فلا يبقي له أحد.

ومارد عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: أبتر وذكري مرفوع في السماء؟!! ٠٠


(١) سورة الأعراف – الآية٦١.
(٢) سورة الأعراف – الآية٦٧
(٣) سورة الحاقة – الآيات من ٤٠:٤٢.
(٤) سورة القلم – الآيتان ١، ٢.
(٥) سورة التكوير _ الآية ٢٢.

<<  <   >  >>