للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان البيان بهذا الخبر مجردًا من المؤكدات إبلاغًا في أنه قد بلغ بما سبق من البسط في تسفيه من أخلد إلى الأرض وأعرض عن النِّفار إلى الجهاد في سبيل الله مبلغًا عظيمًا في التقرر والرسوخ لايبقى عاقل في حاجة إلى مزيد تأكيد معه،وفي الوقت نفسه إلاحَة إلى أنه تعجز كل المؤكدات عن أن تضيف شيئًا إلى ماسبق من تقرير وترسيخ، فإذا ما كان في الناس من يقضِي ظاهر حاله أنه لمَّا يزل مفتقرًا إلى تأكيد بعديد من المؤكدات، فإن مثل هذا جدير بأن يُعْرَضَ عنه، فإنك لو ظلِلْت العمر كله تؤكد له تلك الحقيقة لبقى قلبه أغلف كصخرة صماء لايؤثر فيه شيء، فذلك الذي ختم الله على قلبه.

" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ" (الجاثية:٢٣)

وقد جاء في السنة النبوية المطهرة ما يصرف هذه الحقيقة القرآنية: (ذلكم خير لكم) :

في البخاري من كتاب الجهاد:" قيل يارسول الله: أيُّ الناس افضل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ... "

وفي (مسندأحمد) قال رسول الله والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل تبتغى فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله)

الكتاب والسنة هاديان إلى أن الجهاد في سبيل الله عزّ وجلَّ خير للعبد من متاع الحياة الدنيا

<<  <   >  >>