للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

فَنَفَعَهُنَّ اللَّهُ بِمَا أَخَذْنَ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكَ بِمَا أَخَذْنَا، وَرَحِمَ صَاحِبَ الْمَالِ فِي قَبْرِهِ، وَأَضْعَفَ ثَوَابَ الْحَامِلِ لِلْمَالِ، وَشَكَرَ لَهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: فَوَدَّعْتُهُ، وَكَتَبْتُ بِهَا الْعِلْمَ سِنِينَ، أَتَقَوَّتُ بِهَا، وَأَشْتَرِي مِنْهَا الْوَرَقَ، وَأُسَافِرُ، وَأُعْطِي الْأُجْرَةَ، فَلَمَّا كَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ سَأَلْتُ عَنِ الشَّيْخِ بِمَكَّةَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّهُ مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِشُهُورٍ، وَوَجَدْتُ بَنَاتِهِ مَلِكَاتٍ تَحْتَ مُلُوكٍ، وَمَاتَتِ الْأُخْتَانِ وَأُمُّهُنَّ وَأُمُّهَا، وَكُنْتُ أَنْزِلُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ وَأَوْلَادِهِنَّ، فَأُحَدِّثُهُمْ بِذَلِكَ، فَيَأْنَسُونَ بِي، وَيُكْرِمُونِي.

وَلَقَدْ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ فِي سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، أَنَّ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ نَذِيرٌ وَلَا بَشِيرٌ، فَبَارَكَ اللَّهُ لَهُمْ فِي مَوْتِهِمْ، وَبَارَكَ لَنَا وَلَهُمْ فِيمَا صَارُوا وَنَصِيرُ إِلَيْهِ.

<<  <