على المشيئة، ومن الشرك التعطيل للحالتين، وهذا يدل على فساد قول من يجزم بالمغفرة لكل مذنب، ونبه بالشرك على ما هو أعظم منه، كتعطيل الخالق، أويجوز أن لا يعذب بذنب، فأنه لو كان كذلك، لما ذكر أنه يغفر للبعض دون البعض، ولو كان كل ظالم لنفسه مغفورا له، بلا توبة ولا حسنات ماحية، لم يعلق ذلك بالمشيئة.
وقوله تعالى:{ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} دليل على أنه يغفر للبعض دون البعض، فبطل النفي والعفو العام.
[أصل الإيمان]
فصل
وإذا كان أولياء الله عز وجل، هم المؤمنين المتقين، والناس يتفاضلون في الأيمان والتقوى، فهم متفاضلون في ولاية الله بحسب ذلك، كما أنهم لما كانوا متفاضلين في الكفر والنفاق، كانوا متفاضلين في عداوة الله بحسب ذلك.
وأصل الإيمان والتقوى: الايمان برسل الله، وجماع ذلك: الايمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، فالايمان به يتضمن الايمان بجميع كتب الله ورسله.