وبعد، فقد قرأت وتابعت هذه الرسالة التي ألَّفها وجمعها الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي، وضمَّنها أدلةَ الرقية الشرعية، وتتبَّعَ الآياتِ القرآنية، والأحاديثَ النبوية، وأورد ما له صلةٌ بالدعاء، وما يُقرأ كعلاجٍ للأمراض المستعصية؛ كالإصابة بالعين، والصَّرْع، والمسِّ، والسِّحْر، وهي الأمراض التي قد لا يعترف بها الأطباء العصريُّون، ولا يوجد لها علاج بالعقاقير والإبَر والضِّمَاد والحبوب التي تعمل للأمراض الظاهرة، وإنما تحدث هذه الأمراض المستعصية بأسباب خفية، ولا يظهر لها علاماتٌ في الأشعة ونحوها، فأصبح علاجها شرعياً، وعَرَفه أهل القرآن والإيمان بما في هذه الآيات والأدعية من الأسرار والآثار الخفية، والتي تزيل وتحفظ وتخفف من هذه الأمراض الروحية، وقد ذكر علاجَها الشرعيُّون، وتكلم عليها العلماء الربَّانيُّون؛ كابن تيميةَ في «إيضاح الدلالة» ، وابنِ القيم في «الطِبِّ النبوي» ، والذهبيِّ في «الطِبِّ النبوي» له، وابنِ مُفلِحٍ في «الآداب الشرعية» ، ونحوِهم، وقد أحسن الأستاذ خالد في انتقاء هذه الأوراد، وقسَّمها ثلاثةَ أقسام؛ مختصرة، ومتوسطة، ومطوَّلة، وله رسائل أخرى تتعلق بالرقية ونحوها، فأثابه الله تعالى، وشكر سعيه، وضاعف أجره، والله أعلم، وصلّى الله تعالى على محمَّدٍ وآله وصحبه وسلَّم.