للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذَاتَ لَيْلَةٍ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ (١٩٧) أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي (١٩٨) فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ جَاءَنِي رَجُلاَنِ (١٩٩) ،

فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآْخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ، أَوِ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ (٢٠٠) ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأَْعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ ومُشَاطةٍ (٢٠١) ، قَالَ: وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ (٢٠٢) ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي


(١٩٧) «أَشَعَرْتِ؟» أي: أَعَلِمْتِ، كما جاء مُصرِّحًا به عند البخاري برقم (٥٧٦٥) ، وفي مسند الحميدي، كلاهما من رواية سفيان بن عيينة رحمه الله.
(١٩٨) «أَفْتَانِي» : أي: أجابني فيما دعوته، فأطلق على الدعاء استفتاء، لأن الداعي طالب والمجيب مفتٍ، أو المعنى: أجابني بما سألته عنه، لأن دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان أن يُطلِعه الله تعالى على حقيقة ما هو فيه لِما اشتبه عليه من الأمر. انظر: "الفتح" لابن حجر (١٠/٢٣٨) .
(١٩٩) «رَجُلاَنِ» : أي ملكان بصورة رجلين، وهما جبريل وميكال _ث. قال ابن حجر رحمه الله: سمَّاهما ابن سعدٍ - في رواية منقطعة عن عمر مولى غُفْرة -: جبريل وميكائيل. انظر: "الفتح" (١٠/٢٣٩) ، وطبقات ابن سعد (٢/١٥٢) ..
(٢٠٠) «مَطْبُوبٌ» : أي: مسحور، والطَّب - بالفتح -: السحر، وبالكسر: العلاج. انظر: هدي الساري - مقدمة "فتح الباري" - لابن حجر ص: ١٥٧.
(٢٠١) «مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ» : أما المُشط، فهو الآلة المعروفة التي يُسرَّح بها شعر الرأس واللحية، وأما المشاطة، فهي: ما يَخرج من الشعر إذا مُشِطَ. انظر: "الفتح" لابن حجر (١٠/٢٣٩) .
(٢٠٢) «جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ» : الجُفّ: جف الطلعة، وهو وعاؤها، أي: الغشاء الذي يكون على طلع النخل، ويطلق على الذكر والأنثى، فلهذا قيَّده في الحديث بقوله: «طلعةِ ذَكَر» . انظر: "معجم المقاييس" لابن فارس (١/٢١٣) ، مادة: (جفّ) ، و"النهاية" لابن الأثير (١/٢٦٩) ، مادة (جفف) . وكذلك انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي (١٤/٣٩٨) . ... أما الطَّلْع: فهو ما يطلُع من النخلة، ثم يصير ثمرًا إن كانت أنثى، وإن كانت النخلة ذكرًا لم يصر ثمرًا، بل يؤكل طريًا ويترك على النخلة أيامًا معلومة حتى يصير فيه شيء أبيض مثل الدقيق وله رائحة زكية، فيلقّح به الأنثى. انظر: "المصباح المنير" للفيومي ص ١٤٢، مادة (طلع) .

<<  <   >  >>