الهَدْي النبويُّ في اعتبار ... الحال النفسية للمرضى
لقد أرشدت السُّنة النبوية إلى ضرورة التوقي والحِمْية تحرُّزًا من الداء، فإن وقع المرض فقد أوجبت على المريض التداوي بشقَّيْه؛ الروحاني والطبيعي، لكنها - مع هذا الكمال في التطبيب - لم تقتصر عليه، حيث حوت كذلك هديًا بالغ الشرف في الإرشاد إلى الأهمية القصوى للناحية النفسية للمريض؛ فإن كثيرًا من الأمراض النفسية - كما ثبت حديثًا - قد تظهر في صورة أعراض عضوية (٢٣٤) ، لذلك فإن السُّنَّة قد عمدت
(٢٣٤) من ذلك حالات الاكتئاب المتكررة، وما تسببه من آلام في البطن أو الظهر، حتى إن المريض لَيتوهم إصابته بداء التهاب المفاصل (الروماتيزم) ، ومن ذلك أيضًا ما يشكوه مريض القلق من زيادة خفقان في القلب وكثرة التعرُّق والرجفة في بعض أنحاء الجسم. وانظر في تفصيل هذه الحقيقة الطبية: العلاج النفسي والعلاج بالقرآن، د/ طارق الحبيب. ص ٣٧٤ وما بعدها.