فعلاً حتى رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعَلِم أنه على صفته التي أُرِيها في منامه، وأن الاستخراج المنفيَّ الذي كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو: استخراجه ثم إظهاره للناس حتى يعاينوه (٢٠٨) فيتسبَّب ذلك بإحداث فتنة وشر عظيم، ويُهراق بسببه دم كثير، ومعلوم أن إظهاره للناس - على ما فيه من مصلحة كشف الساحر، والحذر منه ومن قومه - إلا أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كره ذلك درءًا للمفسدة المتوقعة من كشفه، حتى إنه صلى الله عليه وسلم لم يذكر ذلك الأمر لِلَبِيدٍ الساحرِ، ولا أَشْعره بأثر غضبٍ في وجهه قَطّ. وكل ذلك كان مردُّه إلى بالغ حكمة النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
(٢٠٨) كما أثبته ابن حجر في "الفتح" (١٠/٢٤٥) ؛ ونصُّ قولِه رحمه الله: [وفي رواية وهيب: «قلت يا رسول الله فأخرجه للناس» . اهـ.