للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِهِ شَفَاكَ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذًا عَاذَكَ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ] (١٠٠) .

وقد «حَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَمْزَمَ فِي الأَْدَاوِي وَالْقِرَبِ، وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يَصُبُّ مِنْهُ عَلَى الْمَرْضى وَيَسْقِيهِمْ» (١٠١) . كذلك، فإن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْمِلُهُ» (١٠٢) .

وقد كان عليه الصلاة والسلام مُحِبًّا لهذا الماء، يُرسِل في طلبه من مكةَ المكرمة، وهو في المدينة النبوية، قبل فتح مكة، وقد كَتَبَ صلى الله عليه وسلم إِلى سُهَيْلِ بْنِ


(١٠٠) هذه الزيادة، قد صحَّحها الحاكم في مستدركه (١/٤٧٣) ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

تنبيه: أما الزيادة التي عند الدارقطني (٢٨٤) ، بلفظ: «إِنْ شَرَبْتَهُ تَسْتَشْفِي شَفَاكَ اللهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِشَبْعِكَ أَشْبَعَكَ اللهُ وَإْنِ شَرِبْتَهُ لِقَطْعِ ظَمَئِكَ قَطَعَهُ اللهُ، وَهِيَ هَزْمَةُ جِبْرِيلَ، وَسُقْيَا إِسْمَاعِيلَ» ، فقد نبَّه المُحدِّث الألباني رحمه الله إلى ضعف إسناد الحديث بهذه الزيادة. انظر: إزالة الدهْش والولَهْ، للشيخ محمد القادري رحمه الله، بتخريج الألباني عليه، والمسمى: (التعليقات المسبلة) ص: ٩٩.
(١٠١) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/١٨٩) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (١١٢٦) ، والبيهقي في "سننه" (٥/٢٠٢) ، وفي "شعب الإيمان" (٣٨٣٤) من حديث عائشة رضي الله عنها. وقال البخاري: لا يُتابَع عليه - يعني خلاَّد بن يزيد -. والحديث صحَّحه الألباني رحمه الله في «الصحيحة» برقم (٨٨٣) ، وقال رحمه الله في «مناسك الحج والعمرة» ص٤٢: وله - أي للحاج والمعتمر - أن يحمل معه من ماء زمزم ما تيسر له تبرُّكًا به، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله معه في الأداوي والقِرب وكان يصبُّ على المرضى ويسقيهم. اهـ.
(١٠٢) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الحج، باب: ما جاء في حمل ماء زمزم، برقم (٩٦٣) ، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اهـ. انظر: "صحيح الترمذي" للألباني، برقم (٧٦٩) .

<<  <   >  >>