للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أنس رضي الله عنه: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا: أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ تُذَابُ، ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ، فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ» (١٧٧) .

وعِرْق النَّسا: (هو عرق يخرج من الوَرِك فيستبطن الفَخِذ) (١٧٨) ، والمقصود به هنا (مرض يحلُّ بهذا العِرْق يتسبب بحدوث وجع يبتدئ من مفصل الورك، وينزل من خلف على الفخذ، وربما وصل إلى الكعب، وكلما طالت مدته زاد نزوله، وتهزل معه الرجل والفخذ) (١٧٩) .

(ولقد توصل الطب الحديث إلى أن لعِرْق النَّسا أسبابًا متعددة، وأن معظم


(١٧٧) أخرجه ابن ماجَهْ؛ كتاب: الطب، باب: دواء عرق النسا، برقم (٣٤٦٣) ، وقال البوصيري في «الزوائد» ٣/١٢٤: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. اهـ. ... وأخرجه أحمد في مسنده (٣/٢١٩) من حديث أنس أيضًا، بلفظ: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصِفُ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ أَسْوَدَ، لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلاَ بِالصَّغِيرِ، يُجَزَّأُ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيُذَابُ فَيُشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءًا) . كما أخرجه الحاكم في مستدركه (٤/٢٠٦) و (٤/٤٠٨) ، وصحَّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وفيه قال أنس: (وقد وصفتُ ذلك لثلاثمائةٍ كلُّهم يعافيه اللهُ تعالى) .
(١٧٨) انظر "الطب النبوي رؤية علمية"، للبروفيسور عبد الباسط السيد (ص١٣٢) .
(١٧٩) انظر "الطب النبوي" لابن القيم (ص٧١) .

<<  <   >  >>