وقد مر بالقارئ في هذا الفصل مفهوم " الله " في كل
الديانات، وقد انحطوا بهذا المفهوم إلى الحضيض على
تفاوت لا يقضي على إجماعهم في هذا المفهوم الخاطئ، وإن
كانت تبعة هذا العصر المتقدم المتحضر الذي وصل إلى
آفاق جدِّ بعيدة أعظم من تبعة أولئك البدائيين.
وإذا كان عذر أولئك البدائيين الجهل المطبق الذي
ورثه من جاءوا بعدهم فما عذر أبناء هذا العصر الذين لم
يتقدموا خطوة عن أولئك البدائيين في العقيدة، بل
تجاوزوهم في الجهالة عندما أعطُوا الهدى فأبوه وطعنوه.
ونقرر ونحن على ثقة واطمئنان لا حدَّ لهما أن الإسلام
أصلح الديانات القائمة والمندثرة منذ كان للإنسان دين،
نعم، الإسلام أصلح الديانات للإنسانية كلها من ناحية
العقيدة التامة الكاملة المنزهة عن الشرك والوثنية.
أما من ناحية الشريعة فلا نريد أن نصدر للإسلام
الحكم قبل أن نفحص شريعته ونضعها في الميزان.
وما دمنا مؤمنين حق الإيمان بوحدانية الله وبأنه
خالق الكون كله، فإن من البديهي أن نؤمن بأن الله جل
جلاله أعلم بعباده وأعلم بما هو صالح لهم وبما هو غير صالح.
وما دمنا مؤمنين بذلك فطبيعي أن نؤمن بأن ما شرع