بريء من هذا القاتل المسلم، وإن جهنم مثوى مَنْ
برئ منه محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وإنسانية الإسلام ليست وقفاً على المسلم وحده، ولا على
الإنسان أياً كان دينه وجنسه ولغته ووطنه وحسب، بل
اتسعت للحيوان أيضاً.
ومعروف عداء اليهود لرسول الإسلام، ومع هذا اتسع
قلبه بالرحمة حتى وسعهم، فقد مرت به - صلى الله عليه وسلم -
جنازة يهودي فوقف لها، فظن صحابته أنه لا يعلم فقالوا
له: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي، فأجابهم: " أوليس
نفساً"؟.
وهذه الإنسانية نفتقدها في جميع الديانات دون
استثناء، فما أثر عن أحد يحترم احتراماً صادقاً أعداء
دينه ونفسه، ولكن الإسلام في شخص رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقف لجنازة يهودي.
بل بلغت الإنسانية في الإسلام أعلى مرتبة فيها، فقد
كان مشركو مكة شديدي الحقد على رسول الإسلام،
وأرادوا قتله، وحاولوا اغتياله، ولو ظفروا به لمزقوه إرْباً
إرْبا، وقد خططوا لاغتياله وتمزيقه، ولكن الله أنجاه.
قيل له: يا رسول الله، ادع على المشركين، فقال: