للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" إني لم أبعث لعَّاناً، وإنما بعثت رحمة ".

إن رسول الإسلام أبى أن يدعو على المشركين، لأنه

مبعوث رحمة لا عذاب، ومحمد نفسه رحمة، والرحمة لا تطرد

الرحمة، بل تجتذبها وتنميها، وكذلك كان.

وبلغت الرحمة في الإسلام ورسوله أعلى ذراها عندما

اتسعت للحيوان الأعجم، فقد ذكر رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - أن أمرأة مومساً دخلت الجنة في كلب، فقد رأت كلباً يلهث

من العطش، فنزعت خفها ودلّته في البئر ونزعت به الماء

وسقته، فغفر الله لها (١) .

وذكر رسول الإسلام في حديث له أن امرأة دخلت

النار في هرة حبستها، لم تطعمها هي ولم تَدَعْها تأكل من

خشاش الأرض فماتت، فأدخلها الله النار.

بل انتهى الإسلام ورسوله إلى الذروة العليا من

الإنسانية، فقد نهى عن سب الحيوان، وشدد النهي عن

لعنه، وزجر امرأة لعنت دابتها زجرا شديداً لأنها لعنت

دابتها، ومنعها عن ركوبها.

وقد أُثرت عن رسول الإسلام مئات الحوادث في هذا

السبيل، ويكفي أن الله جل جلاله قال في رسول الإسلام:


(١) نص الحديث في البخاري:
٣٠٧٤ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ قَالَ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ".

<<  <   >  >>