للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ويدخل في العالمين:

الحيوان، والنبات.

وأنَّى اتجه الإنسان وجد إنسانية الإسلام، وجدها في

كل دقيق وجليل منه، فقد ظهر الإسلام في بيئة قائمة على

العصبية والقومية، وكان لهما مطلق السلطان، وكان للدم

والنسب أعظم شأن، ومحمد نفسه من أعظم نسب، وبلغ

بالعرب التعصب إلى حد إطلاقه على كل أجناس البشر

العجم يقابل العرب، تقريراً منهم بهبوط غيرهم وعلوهم

وحدهم.

وكان بوسع رسول الإسلام أن ينتفع بهذه العصبية في

نصر دعوته، ولكنه لا يتخذ ما حُرِّم وسيلة إلى غايته، لأن

الغاية الشريفة تحتم أن تكون الوسيلة شريفة، ولهذا جابه

من أول دعوته العصبية والقومية، لأن الإسلام لم يكن

ديناً لقوم، بل دين الإنسانية كلها، وليس فيه فخر

بالأنساب، ولا مجد بالدم، بل الفخر كله للعمل الإنساني

الصالح الذي تلخصه كلمة التقوى، فقال الله في محكم

كتابه: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

" ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى".

<<  <   >  >>